الأربعاء، 16 يونيو 2010



عزيزي المواطن المصري

لحظة من فضلك ...


قبل إصدارك أية قرارات من شأنها أن تعكر صفوك أوتهدد الصورة الحلوة الموجودة فى بلدنا وخصوصا صورة أخواتنا وحبابيبنا ضباط الشرطة أعين مصر الساهرة حتى الصباح من أجلك أنت !!


بدون أية إفتراءات على أحد تابع الجميع قضية الشاب خالد ضحية مخبرين قسم سيدى جابر ، وهى تلك القضية التى أخذت بعدا عالميا لم يتخيله أحد قط .


توفى خالد سعيد فى يوم الأحد الماضى وفق ما جاء فى المحرر الرسمى لمديرية امن الاسكندرية مؤكدا فى روايته أن الواقعة حدثت اثناء مرور المخبرين فتم الأشتياه فى المجنى عليه خالد واثناء الأمساك به حاول الهرب وعند الأمساك به قام بتناول لفافة من البانجو كانت بصحبته وحاول إبتلاعها ولكنها ادت إلى إختناقه فتوفى متأثرا بهذا الأمر واثناء نقل الأسعاف لجثته وقعت الجثة فأحدثت به سحجات وكدمات .
إنتهت رواية الداخلية وتم تحرير محضر بذلك ولم تر اسرة المجنى عليه جثة خالد إلا بعد أن تم إغلاق المحضر وذهب شقيق خالد إلى قسم شرطة سيدى جابر وقام ضباط القسم بحسن ضيافته بعد أن أكدوا له واقعة لفافة البانجو وأعطوا له كروتهم الشخصية مرحبين به فى أى وقت مستخدمين العبارة المشهورة " إتصل بينا يا باشا فى اى حاجة وعنينا على شانك .
بعدها مباشرة ذهبت الأم لرؤية فلزة كبدها داخل مشرحة مستشفى الميرى الجامعى ، لم تتخيل الأم أن وجه إبنها البرىء قد تم تشويهه بهذا الشكل ، صرخت الأم بأعلى صوتها قائلة ماذا فعلتم فى إبنى وتعالى صراخها فتم إخراجها من المستشفى .

ذهبت الأم إلى منزلها لسؤال أهل المنطقة الذين حاولوا الهروب من مواجهتها ولكنهم أخبروها بما حدث.
قصوا عليها رواية أخرى مفزعة "قالوا لها أن هناك مخبرين قاما بجذب إبنها من داخل مقهى الأنترنت الموجود بالقرب من منزلهما ثم جذبوه خارج المقهى وسط مسمع ومرأى من أهالى الشارع أجمعين .
وداخل العقار المجاور لمقهى الأنترنت أوسعوا إبنها ضربا وركلا فى رخام السلالم وسط صراخه .


واضافوا أنه كان يقول بأعلى صوته هموت ، هموت ،وكان صوته عاليا بلا حشرجة تدل على وجود شىء فى فمه ، ظل هكذا والاهالى تسمع وترى وإذا بالدماء تسيل منه من كل جانب فى وجهه بعد أن إرتطمت رأسه بعنف .

وأكملوا روايتهم للام المكلومة قائلين " توقف إبنك عن الكلام بعد أن أغمى عليه من الأعياء وقتها صرخ المارة للمخبرين قائلين خالد مات فردوا عليهم بعبارة ده بيمثل إبن التيت ....
واضافوا لها " سحبوا إبنك وهو لا يتحرك ووضعوه فى سيارتهم وبعد مرور 10 دقائق جائوا به ورموه داخل المنزل الذى اوسعوه فيه ضربا وطلبوا الأسعاف كى تنقله .


جاءت الإسعاف ووجدت إبنك ميت ورفضت فى البداية نقله ثم جاءت بعد ذلك بناء على تعليمات ، تم سماع سائق الإسعاف وهو يقول حاضر حاضر حاضر يافندم .

إنطلقت سيارة الإسعاف وجاءت بعدها سيارة شرطة بها أحد اشقائنا الضباط وإذا به يهدء من روع الأهالى قائلا لهم " ياولاد التيت والتربتيت .. لو حد فيكم فتح بقه هيحصل إبن التيت !!
وطبعا ولأن أهل الشارع خايفين ليطلع تيتهم كررو يكملوا الرجولة والشهامة مع إبن منطقتهم الذى تم ضربه أمام أعينهم لغاية الأخر وظلوا فى صمت عميق .


هرولت الأم فى اليوم الثانى إلى المحامى العام لنيابات الأسكندرية وقدمت بلاغا جديدا حوى بداخله ما جاء على لسان أهالى المنطقة الخائفين الصامتين .


سارعت مديرية أمن الأسكندرية بإرسال نشرتها بالواقعة إلى الصحف وبالفعل تجاوب الجميع ونشر الواقعة كما جاءت ولكن جريدة الشروق تلقت إتصالا من أهالى المنطقة كان كفيلا أن نتحرى وندقق ولاسيما أن هناك جديدا لم يكن فى الحسبان .


كان فى الأمكان أن نصمت كما صمت الجميع ولكن صحفيين الشروق يكرهون الصمت فكانت البداية بنشر رواية مديرية أمن الأسكندرية ونشر رواية أهل المجنى عليه وبدأت القضية تأخذ منعطفا خطيرا .

دخل على الخط الجميع وتضامن كل اطياف الشعب ودخل السياسيون المعركة وبدأت قضية شهيد مصر خالد تأخذ بعد جديدا أعتقد أنه جعل القضية أكبر ممما يتصورون بعد أن أصبحت المعركة الأن بين السياسيون من اعداء الوطن مثل حركة كفاية و6 إبريل وأنصارالبرادعى بحركة عايز حقى والتغيير وغيرهم من الأحزاب الشرعية والمحظورة .

وبعد مرور أيام معدودات عقب حدوث تلك الجريمة رصدت فى نقاط سريعة مجموعة من الملاحظات فى تلك القضية التى هزت الرأى العام .


النقطة الأولى تتعلق بأنه بعد مرور 8 ايام من واقعة حادث مقتل أو وفاة المجنى عليه خالد سعيد والتى وقعت مساء يوم الأحد الماضى فوجئنا فى يوم الأحد الموافق 13 يوينو وبعد أن تسبب الرأى العام فى إحداث ضجة كبيرة بمعاينة النيابة العامة لمكان الواقعة بعد أن كان من المفترض على النيابة العامة معاينة مسرح الجريمة عقب حدوثها مباشرة ولاسيما أن هناك بلاغ تقدم من أسرة المجنى عليه وهو بلاغ يتم إتهام فيه مخبرين بقسم سيدى جابر بالقتل العمد وفى الطريق العام ، إلا أن النيابة العامة لم تتحرك ولم تعاين ولم تسمع أقوال أهالى المنطقة إلا بعد إصرار من هيئة الدفاع ؟ ؟؟؟ .

النقطة الثانية . معاينة النيابة لمسرح الجريمة حقق أهدافا متعددة أهما أنه للمرة الأولى يشعر أهل المجنى عليه وأهالى الشارع الذى وقعت بداخله الجريمة أن هناك سلطة قضائية من شأنها أن تحاسب كل مخطأ وتحقق فى كل واقعة حتى لو كان طرفها يعمل بوزارة الداخلية التى يشعرون نحوها بانها لن تمس لأنها فوق القانون بل هى القانون وهو ما نتج عنه كسر ثقافة الخوف التى إنتابت أهل المجنى عليه أو أهالى الشارع فى ان يلقوا نفس المصير فى حالة فتح فمهم .


النقطة الثالثة تتعلق بتحقيق اسمى معانى العدالة وهى عدالة الضمير التى لا تتحقق إلا بعد إعطاء كل ذى حق حقه فمثلما إستمعت النيابة العامة لرواية مديرية أمن الأسكندرية وشهودها وكان تقرير الطب الشرعى ، هناك رواية أخرى متكاملة الاركان بشهودها كان لابد أن تسمع من أجل إضفاء رؤية واسعة يمكن من بعدها إصدار الأحكام بضمير مستريح .


النقطة الرابعة . رغم كل ما تردد عن المجنى علية خالد ايا كانت هويته أو جنسه أوتهمته فكل ذلك لايهم ، فحتى لو كان المجنى عليه سفاحا فلابد أن يعامل وفق القانون وأن يعامل بإحترام وأدمية ومن ثم لا أجد فارقا بين ضرب بريئا أو متهما إذا كنا كما يدعون نعيش داخل دولة وليس غابة يحكمها القانون .


النقطة الخامسة وهى أنه أن الأون أن يتحرك الشعب المصرى ويكسر ثقافة اللامبالاه والخوف ويتسم بالأيجابية من أجل مستقبل مشرق لوطننا الغالى الذى يستحق مننا عدم الصمت أو الخضوع أو الأستسلام لكل من يخطىء فى حقنا أو فى حق غيرنا أو فى حق وطننا ووسائلنا فى كسر هذا الأمر كثيرة من بينها إتباع قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فمن لم يتسطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق